أطلقت جوجل تحديثها الجديد للمتصفح الأشهر Google Chrome، وهو التحديث رقم 121؛ لتُعلن جوجل وصول تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي أخيرًا إلى متصفحها الأكثر استخدامًا حول العالم. في البداية، ستعمل هذه التحديثات فقط في الولايات المتحدة، ولكن كشفت جوجل أنها ستبدأ في تفعيل هذه الخواص تباعًا في جميع دول العالم.

طالع أيضًا: أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي أندرويد لعام 2024

جوجل تتصدر ساحة الذكاء الاصطناعي

بدأت ثورة الذكاء الاصطناعي في عام 2023، عندما أطلقت شركة OpenAI نموذجها الشهير ChatGPT؛ مُعلنةً بداية حِقْبَة جديدة في عالم التكنولوجيا لتبدأ الشركات التقنية الكبرى في المنافسة على تطوير نماذجها الخاصة للذكاء الاصطناعي. وخلال ذلك العام، بدأت جوجل في زعزعة عرش OpenAI مع إطلاق أول هواتف تعمل بالذكاء الاصطناعي Pixel 8 Pro؛ وصولًا إلى نهاية العام مع إطلاق النموذج الخارق متعدد الوسائط Gemini، الذي أبهرنا بقدراته الخارقة على محاكاة عمل العقل البشري.

وعلى هذا النحو؛ جعلت جوجل الذكاء الاصطناعي هدفًا رئيسيًا في هذه الفترة، إذ فاجئتنا في بداية هذا العام بشراكتها مع شركة سامسونج لتقديم مزايا جديدة قائمة على نموذج Gemini Nano للذكاء الاصطناعي، وذلك في سلسلة S24 من سامسونج التي أطلقتها الشركة في حدث Galaxy Unpacked.

وقد واصلت جوجل في تطوير المزيد من النماذج الخارقة؛ مثل نموذج Lumiere الأخير، الذي أعلنت عنه جوجل في ورقة بحثية تصف فيها القدرات الجديدة غير المسبوقة في هذا النموذج المختص بتوليد مقاطع الفيديو معتمدًا على أوصاف نصية؛ فهذا النموذج قادر على توليد مقطع الفيديو في عملية واحدة، ما يؤدي في النهاية إلى مقاطع تتميز بحركة متناغمة بين الإطارات. وذلك بخلاف النماذج الأخرى المماثلة التي تُنتج مقاطعها على مرحلتين؛ توليد الإطارات، ثم تحريكها، ما يؤدي إلى مقاطع غير متناغمة في تحريكها.

وصفت جوجل هذه القدرات من لوميير بالقدرات «الزمكانية»؛ نظرًا لقدرته على معالجة المكان الذي تدور فيه أحداث الفيديو، مع وقت تتابع وحركة الإطارات في عملية واحدة ومتناغمة.

والآن، بدأت جوجل فعليًا في تضمين ترسانتها الخارقة للذكاء الاصطناعي، والمعتمدة على جيمناي بشكل أساسي، في متصفح كروم؛ ذلك في تحديثها الأخير 121 الذي قدم ثلاث مزايا تجريبية معتمدة على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة الاستخدام بشكل كبير. وبالطبع، ما زال هناك المزيد من التقنيات المختلفة للذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تُضيفها جوجل في متصفح كروم، إذ نتوقع أو تبدأ جوجل في إطلاق كافة نماذجها تدريجيًا في التحديثات القادمة للمتصفح، وذلك بعد فحص وتحليل هذه المزايا التجريبية أولًا.

ولتفعيل هذه المزايا؛ بعد وصولها إلينا بالطبع، ستحتاج إلى تحديث كروم إلى النسخة الأحدث (121 فأعلى). وجعلت جوجل هذه الخواص حصريةً فقط عند تسجيل الدخول بحساب جوجل على المتصفح. ومن الإعدادات، ستجد خاصية الذكاء الاصطناعي التجريبي (Experimental AI).

المزايا الجديدة في تحديث كروم 121

أطلقت جوجل هذا التحديث لتبدأ سلسلةً من العمليات التجريبية والتحليلية لإمكانية تضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي بمتصفح كروم، وكشفت جوجل أنها ستبدأ بإضافة ثلاث مزايا فقط، على أن تبدأ في إضافة المزيد من المزايا في التحديثات القادمة. وللأسف، تعمل هذه المزايا حصرًا في الولايات المتحدة؛ وقد اعتدنا من جوجل، والشركات التقنية بشكل عام، أن تبدأ بإطلاق تقنياتها الجديدة في الولايات المتحدة قبل أن تطلقها بشكل عام بجميع دول العالم.

منظم علامات التبويب – Tab Organizer

تعتمد هذه الخاصية على نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لفهم السياق العام الذي يدور حوله محتوى علامات التبويب التي يتصفحها المستخدم، وذلك حتى يتمكن كروم من إنشاء مجموعات تنظيمية تضم علامات التبويب المتسقة مع بعضها البعض.

تخدم هذه الخاصية بشكل أساسي الذين يعتمدون على البحث والقراءة على الإنترنت في أعمالهم؛ فهي توفر الوقت الجهد من خلال تنظيم جلسات البحث المُطولة على مواقع الإنترنت المختلفة. وكشفت جوجل أن النموذج سيقترح أسماءً لهذه المجموعات بما يتناسب مع محتواها، بالإضافة إلى تمييزها بالرموز التعبيرية Emojis أيضًا ليسهل على المستخدم الوصول إليها في أي وقت.

ستعمل هذه الخاصية من القائمة المنسدلة التي تظهر عند الضغط على السهم المُشير إلى الأسفل الموجود قبل علامة التبويب الأولى، إذ تظهر في هذه القائمة خاصية تنظيم علامات التبويب؛ وعند الضغط عليها، سيبدأ كروم فورًا في إنشاء المجموعات وضم علامات التبويب المختلفة بداخلها، مع اقتراح اسمًا مناسبًا لها؛ وبالطبع سيكون الخيار متروكًا للمستخدم في الإبقاء على الاسم المُقترح أو تعديله.


السمات المُخصصة بالذكاء الاصطناعي 

تعتمد هذه الخاصية على نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي تستخدمه جوجل في هواتف البكسل الرائدة، الذي أضافته أيضًا إلى نظام أندرويد 14 بشكل عام، وهو أحد نماذج توليد الصور اعتمادًا على أوصافها النصية. ويعمل هذا النموذج على خلق سمات جديدة لعلامات التبويب؛ اعتمادًا على محتوى المواقع التي يتصفحها المستخدم، إذ يقدم النموذج عددًا من الاقتراحات حول المواضيع التي تناسب محتوى التصفح؛ ليختار منها المستخدم ما يفضله حتى يبدأ النموذج في توليد السمات آليًا.

وأكدت جوجل أن هذه الخاصية لن تحتاج أي أوامر احترافية لتوليد السمات، وأنها ستعمل بشكل آلي بالكامل. وسيُتاح للمستخدم إمكانية تغيير اللون الرئيسي للسمات، مع بعض التخصيصات البسيطة الأخرى مثل تثبيت أو تحريك السمات. وبالطبع، ستتيح جوجل للمستخدمين رفع الصور التي يفضلونها لاستخدامها في تصميم هذه السمات، إذ تسعى جوجل من هذه الخاصية أن تجعل كل مستخدم قادرًا على تخصيص سمات متصفحه بما يتناسب مع تجربة استخدامه الشخصية.

تعمل هذه الخاصية الجديدة من القائمة الجانبية الخاصة بمتصفح كروم، وتُقدم هذه الخدمة ستة تصميم مختلفة في المرة الواحدة؛ ليختار منها المستخدم تصميمه المفضل، وستبقى التصميمات الأخرى محفوظةً في حالة رغبة المستخدم الرجوع إليها لاحقًا.

مساعد الكتابة بالذكاء الاصطناعي على كروم

أخيرًا، أضافت جوجل خاصيةً مميزةً في متصفح كروم؛ وهي المساعدة في الكتابة على المواقع المختلفة باستخدام الذكاء الاصطناعي. وكشفت جوجل أن هذه الخاصية ستعتمد بشكل رئيسي على نموذجها الخارق جيمناي. وتبدأ هذه الخاصية في العمل عند كتابة أي جملة أو فكرة معينة، والتي سيعتبرها النموذج أمرًا لتوليد النصوص، ذلك بعد النقر بزر الماوس الأيمن في أي حقل للكتابة بالمواقع المختلفة. وأتاحت جوجل أيضًا إمكانية تخصيص النص الذي يُولده النموذج، من ناحية طول النص والأسلوب. 

في النهاية، أكدت جوجل أن هذا التحديث يمثل بدايةً تجريبيةً فقط؛ فقد اختارت جوجل عددًا من المزايا المحدودة التي تُعالج بعض المشاكل التي يواجهها المستخدمون. وستبدأ جوجل تباعًا في تضمين أحدث تقنياتها في مجالات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وصولًا في النهاية إلى تضمين نموذج جيمناي بالكامل في متصفح كروم لتطوير تجربة التصفح إلى درجة غير مسبوقة.